الأحد، 17 مارس 2013


صناعة الفشل في العراق


يعاني الشعب العراقي من تهديد حقيقي, خوف حقيقي, اهمال حقيقي, فساد حقيقي ,فشل حقيقي, ارهاب حقيقي, فالعملية السياسية بالعراق أذن مهددة و فاشلة بشهادة رجال الاعلام و الدين والسياسة ومن يطبلون جهارا نهارا ببرامجهم المتلفزة وصحفهم المقروءة وخطبهم المسموعة فانعكست هذه التصريحات على سلوكيات عموم الشعب .
فضرب البلاد زلزال من الخوف واليأس واللامبالات واصبحنا نعيش عروض الكوميديا السوادء نكذب كل ما نسمع ونصدق كلما نرى ونستهزء بكل شئ بسبب أو بدون سبب ولم نشعر بدولة لها دستور وحكومة وبرلمان و مشاريع منجزة او قيد الانجاز واصبح لا يهمنا من ننتخب ومن يرشح للانتخابات لان الجميع ادرك اللعبة الكل يركض وراء كعكة العراق لا وراء العراق كدولة وشعب !!!!

هناك مثل صيني يقول البيوت السعيدة لا صوت لها !! اما في العراق فلا نسمع الا الصراخ . صراخ افقدنا راحة البال صراخ رجال الدين والسياسة ومن خلال اغلب الوسائل الاعلامية. فأعلامهم وقنواتهم لا ترحمنا وتحاول زرع اليأس في كل شبر من ارض البلاد فأثمر الارهاب والقتل والدمار وتشظي الرؤى ! أذن

كيف تمكن هؤلاء من زرع كل هذه التناقضات في نفوسنا ؟
الحقيقة التى يجب ان يدركها ساسة العراق ان كل ما حصل ويحصل بالعراق هو بفعل المؤسسات الاعلامية التي تسرح وتمرح بأسم الحرية بكل وسائلها المسموعة والمرئية والمقروءة ,مؤسسات يراد لها ان تكون في العراق لترعى مصالحهم وتردد اكاذيبهم لتضيع الحقائق وتخلط الاوراق !! وكلنا يعرف من هم !
مؤسسات اعلامية غايتها زراعة الفشل في العراق وقتل الامل في النفوس .

في العراق اليوم اكثر من 60 مؤسسة اعلامية محلية مجهولة التمويل من  بينها محطات تلفازية واذاعية تبث على مدار الساعة واصدارات مطبوعة بشكل يومي ومواقع اخبارية الكترونية ، بالاضافة الى اكثر من 70 مؤسسة اعلامية محلية اخرى تتلقى دعما فنيا وماليا من حركات سياسية واحزاب عراقية وجهات اقليمية وعالمية معروفة ولكن بشكل سري مقابل فرض توجهات معينة في سياسية المؤسسة الاعلامية العراقية .
الامر الذي اصبح التمويل السري و المجهول مستساغا من قبل المؤسسات الصحفية والاعلامية وعدد كبير من الصحفيين والاعلاميين والفنيين في هذا المجال .

يعد التمويل السري لهذه المؤسسات من اهم اسباب اختراق عالم الصحافة والاعلام العراقي وبخاصة القنوات الفضائية ,علما لايوجد قانون للاعلام يوضح مساره وتمويله وحمايته , ناهيك عن ان الابقاء على سرية التمويل الاعلامي يتنافى مع استقلالية وحرية الاعلام حسب الدستور العراقي .
فلهذه السرية في التمويل سحرها ومفعولها في السلب قبل الايجاب في فرض وتسويق افكار الكثير من الجهاة النكرة على المجتمع العراقي الامر الذي خلقت فجوة بين الشعب والحكومة و سعت الى تشتيت اراء الشعب العراقي و تحيد ولائه او توجيهه بصورة خاطئة نحو معتقد ما عوضا عن الوطن , ودفعت به للبحث عن الحقيقة من مصادر اخرى غير عراقية واحيانا معادية للعراق فزاد الطين بله وبدل ان تسود الحقيقة سادت الاشاعات المحيرة والداعية للقلق وخلق الحكايات والمؤامرات والسيناريوهات التي تدفع للتكتل او التعصب نحو مكون ما او طائفة ما او مذهب ما خوفا من المستقبل المجهول وبالنتيجة خلق دولة فاشلة لا تستطيع السيطرة على الوضع وبالفعل نرى اليوم للعشيرة والمليشيات والاحزاب والتكتلات تأثير قوي على المواطن اكثر من تأثير الحكومة عليه الا القلة القلية التى تحاول ان تؤمن بدولة المواطن !

وللأسف الشديد الاعلام الشبه رسمي بالرغم من انه يعمل بالعلن وبرأس مال لا بأس به مدعوم من الدولة وله تاريخ بالمصداقية في نقل الاخبار الا انه مضغوط ومقيد بالحراك السياسي ويحاول قدر الامكان ان يركن الى جانب السلطة وليس الدولة لانها الممول لهذا الكيان ويحاول المسؤول عن هذه المؤسسة ان يلتزم الحياد احيانا واحيانا تميل الكفة لصالح الحكومة شاء ام ابى و على حساب العمل الاعلامي حرصا على مركزه او خوفا من التجديد والتحدي و النقد او عدم الثقة من قدرات العاملين بهذا الحقل ,ولهذا نجد المؤسسة بكل كيانها تمثل رأي شخص او مسؤول واحد يعمم افكاره عليها ويحدد مسارها فهو المرشد والمحرك والناقد والمشجع والدافع لسير العمل الامر الذي يبعدها عن الابداع ويدفعا ان تقع في مستنقع الروتين والرتابه وبالتالي ابتعاد المتلقين عنها والبحث عن وسيلة اخرى تشبع رغباته في الاثارة والتنويع وملاحقة الاحداث اول بأول وبوجهات نظر و مصادر مختلفة ولو على حساب المصداقية .

ولذا خسر هذا الاعلام المسؤول ان صح التعبير الشارع العراقي بما فيهم من يعمل ضمن هذه المؤسسة !
علما ان عدم وجود قانون للاعلام العراقي بالحماية والمحاسبة جعل الحبل على الغارب و فتح الباب لكل من هب ودب ان يعمل في هذا المجال بعيد عن اصول العمل الاعلامي اضف الى ان المؤسسات العلمية الاعلامية بعيدة كل البعد منهجيا عن اعداد كادر اعلامي علمي تقني حر واثق من تخصصه لان اغلب المواد التى تدرس في كليات الاعلام اعدت منذ عام 1960 وبأشراف انظمة دكتاتورية شمولية لا تؤمن بحرية الرأي والرأي الاخر ولا تساعد على خلق جيل مبدع مؤثر, فأكثرها مناهج اكل الدهر عليها وشرب نظرية اكثر منها تطبيقة وتفتقر مفرداتها للعلوم الانسانية كعلم النفس والاجتماع والجمال والنقد وغيرها من العلوم التى تساعد الاعلامي على النقد والتحليل وقراءة الواقع بوجهة نظر علمية ممنهجة ناهيك عن ان كليات الاعلام لا زالت لا تعترف بالاعلام الالكتروني ووسائله وفنونه وتقنياته ولا توجد مادة واحدة تتطرق لهذا الاعلام الذي غير وجه العالم ! هذا من ناحية اما من ناحية اخرى

تراجع دور الاعلام المستقل امام الاعلام الحزبي السياسي والديني والطائفي والقومي والكثير الكثير من الاجندات الاخرى الساعية لخراب العراق فاغلب الكثل والاحزاب والساسة والمذاهب والقوميات يملكون وسائل اعلام متنوعة تبث افكارهم وتروج لها وهذا ما دعا الى تشظي الشعب وانقسامهم كما هو حال اعلامهم و ساستهم ,علما ان الاعلام المستقل ان وجد سيكون اكثرا نجاحا من الاعلام الحزبي والحكومي كون الاول يتصف بالحياد ولا يجامل او يضع على اقل تقدير حدودا لعمله ضمن المعايير الدولية للأعلام الحر والصادق نسبيا والبعيد عن الفبركة و يستقطب كوادر مهنية علمية لها باع في مجال الاعلام .ولكن كون الاعلام سلعة استهلاكية تعتمد على رأس المال ولو من الاعلانات التجارية فهذا يعني اننا لا نعول الكثيرعلى هذا الاعلام المستقل في العراق او نطمح الى ما يميزه عن البقيقة الباقية من الاعلام المنتشر على الساحة العراقية كون الساحة العراقية في صراع فكري مستمر او يمكن ان يكون من اسخن الساحات الفكرية في المنطقة .

دور الاعلام في تسقيط اغلب ساسة العراق

للاسف الشديد الكثير من السياسين لا يجيدوا التعامل مع ماكنة الاعلام و اغلبهم يعتبر مجرد ظهوره على الشاشة نصرا له. ولا نسمع من اي منهم غير الصراخ والتهديد والتوعيد ونشر الملفات الجاهزة للتسقيط والتشهير بالأخر كالأحزاب والكتل و الشخصيات العامة والرموز والهجوم على الحكومة واظهار ولائه لمكونه او طائفته وتسخيف الدستور والبرلمان وما الى ذلك المهم ان يبعد اي تهمة عنه او عن فشله في الوزارة او البرلمان متناسيا انه جزء من العملية السياسية ويقع على عاتقه الكثير مما ذكره .
طبعا من مصلحة الجهة الاعلامية المضيفة له ان تستدرجه الى اقصى حد ليفرغ كل ما في جعبته لتكسب المشاهدين وتشحن الوضع بنوع من الاثارة وتلبس هي ثوب الحمل الوديع الذي يدافع عن حقوق الشعب المظلوم وانها وضعت يدها على الكنز بهذا التشهير .علما ان كل هذه السيناريوهات المتكررة من قبل هذه القنوات لا تمت للاعلام بصلة .بل بالعكس هي نوع من الشو الرخيص له غاياته واهدافه يدفع ثمنه السياسي والعملية السياسية برمتها !

ولا بد للسياسي ان يدرك انه بهذه الطريقه قد انهى مسيرته السياسية بيده وكان يجب عليه قبل ان يخوض هذا المضمار ان يعرف اصوله من حيث النطق والالقاء والسيطرة على الانفعالات وذكر الحقائق وليس انصافها ومناقشة الاهم قبل المهم وتجاوز ما يثير الشبهات ومعرفة مستوى الجمهور وكيف له ان يرفع الذوق العام وماذا يريد من هذا البرنامج وماهي الرسائل التي يجب ان يرسلها للمشاهد ومعرفة الغايات والاهداف التى تبحث عنها الجهة المضيفة ولماذا هو بالذات وهل ما يدلوا به يصب في مصلحة العراق وشعبة وهل من الضروري ان يدلو بها في هذا الوقت بالذات وعليه ان يأخذ بنظر الاعتبار ان سقوط العملية السياسية معناه سقوطه بالمقابل .

في الدول التي تدرك دور الاعلام وهدفه بالتغيير والتأثير تفرض على اغلب ساستها ان يخضعوا لدورات ودروس في ادارة الحديث اعلاميا كي لا يخسروا الكثير من جمهورهم بما فيهم اكبر رؤساء العالم ورجال الدين والعلم لان اي صورة او حديث لا يحسب له حساب سينهي قائله مهما كان ولذا نرى المناظرات في الانتخابات هي من تزكي او تنهي المرشح استنادا لما يطرحه من برامج وخطط لبناء المستقبل بالتعاون مع حزبه .

اغلبنا تابع كيف تصرف ساستنا من خلال البرامج الرمضانية او الانتخابية من خلال الشاشات الفضائية و للأسف كانت برامج بنسخ تقليدية لبرامج عالمية خسروا بها الكثير بل اصبح الجمهور يتندر على اقوالهم و فضائحهم وبالإمكان متابعة اليوتوب او الفيسبوك او التويتر لتتعرفوا كيف ينظر لهم الجمهور .

فالاشكالية الحالية في الاعلام العراقي تقع على عاثق الساسة بالدرجة الاولى الذي اصبح الواحد منهم ينافس رجالات الفن والطرب في الظهور على الشاشات فجاءت نقاشاتهم بائسة فارغة لا تظر ولا تنفع بعيدة كل البعد عن الفكر السياسي ومنهجية الطرح والاستقراء والعلاج وانما لارضاء مقدم او مقدمة البرناج وغالبا مايكون هذا المقدم او هذه المقدمة اكثر منهم بؤسا .
لم اسمع يوما سياسيا ناقش برنامج انتخابي او قانون لا يخدم العراق او يتفلسف بموضوعة تخص الشباب او الشيوخ او فند المؤامرة على العراق او سرقة حقول النفط كحقل خورمالا واين يذهب انتاجه او ما دور الامريكان في العراق بعد الانسحاب او شرح لنا مواد الدستور واين تكمن نقاط الضعف والقوة فيه او يذكر لنا لماذا الدستور لا يقر اننا بلد اسلامي وانما نتبع الدين الاسلامي واللغة العربية بأمكان تغيرها بتصويت ثلث الاقليم ولا يوجد قانون للاحزاب حتى الساعة والاقاليم مقرة دستوريا او اي موضوع غير الهجوم على شخص واحد لانه من مكون اخر. للاسف لم نرى او نسمع من و الى اين يدفع بالعراق نحو الهاوية ؟؟ هل هم حقا لا يعلموا ما يجري وما يخطط للعراق وبأنهم لعب خيوطها بايادي لا تريد للعراق الاستقرار؟
وهل هم لا يعلموا حقا ان الفشل صنيعتهم ؟ ام هم فعلا وعلى رأى الالمان عندما لا يفهوا شئ يقولوا (Bahnhof بان هوف ) محطة قطار لكثرة الضجيج والعجيج و عدم الفهم !!!!

هل تعلموا ياساسة العراق بأن اي صورة او حديث او معلومة اعلامية عن الرئيس او البيت الابيض ممنوع نشرها او بثها بأي وسيلة مهما كان ثقلها الا بموافقة اوباما شخصيا هذا الاعلام المسؤول !!!!

على كل حال المخطط ماشي على قدم وساق لشل حركة الحياة في العراق وبيد من اختارهم الشعب العراقي وعلى ما اعتقد سيستمر الحال كما هو الى اشعارا اخر لان الاوامر لابد ان تصدر من جهات عليا تمكنت من العراق و اذا ما سخرنا الاعلام جيدا امام الرأي العام العالمي سنبقى في دوامة الطائفية والفساد والمظاهرات والاعتصامات والفشل الحكومي والعصيان وبرلمان خارج نطاق التغطية وتفاهم بالاحذية رغم حرية الرأي المكفولة والحصانة البرلمانية .

فالأعلام السياسي هو من يصنع الفشل في العراق من خلال طروحات الساسة المتلفزة والتى نوجزها بما يلي :

اولا: التبريرات واتهام الاخرين للتهرب من المسؤولية .
ثانيا : ضبابية الاهداف لعدم وجد الخطط والدراسات التي تعتمد البناء والتغيير بتحديد الاهداف .
ثالثا : العجز عن التميز بين الصالح والطالح لغياب المعاير .
رابعا: طرح شعارات جوفاء لا تخدم العملية السياسية ولا الصالح العام او بعيدة عن الواقع او مستهلكة لا تفي بالغرض .
خامسا : اعجاب كل ذي رأي برأيه ولا يسمح لاي من كان بمناقشته او التلاقح مع افكاره لذا نرى اغلب الساسة والوزراء يختارون مستشاريهم الاعلاميين من الاقل معرفة وعلمية منهم وغالبا ما يكون قريبه او ابنه او صديقة ردا للجميل .
سادسا :الطاعة العمياء للحزب او الكتلة او الطائفة وتفضيلها على الوطن او الصالح العام في بعض الاحيان .
سابعا : كثرة الاقوال وقلة الافعال .
ثامنا : الغرور وعدم الثقة بالاخر .

وعلية فالمؤسسة الاعلامية بيدها موت او أحياء العراق كبلد موحد حر له حضارة وتاريخ عريق وشعب يتطلع الى بناء دولة المؤسسات دولة الموطن من خلال برامج محلية وعالمية ذات رسائل اعلامية تخدم مصالح العراق , علما ان غزو العراق بدأ بالأعلام وسقوط اغلب الانظمة الشمولية كانت بسحر الاعلام ونجاح اغلب الدول أعتمد هو الاخر على الاعلام .
فالأعلام أذن سلاح ذو حدين من جهل اصوله عمد الى صناعة الفشل ومن عرف مكامنه وسحرة يستثمره في بناء الانسان الناجح .
فدعونا نستثمره كوسيلة فاعلة في بناء الانسان لان الانسان هو عماد بناء الوطن فيا ساسة متى يبدأ البناء ؟؟؟
د أقبال المؤمن 

الأربعاء، 13 مارس 2013


لكل من يعزف على وتر الطائفية ... أنتهى الدرس يا غبي


كتب الكثير عن التظاهرات في المنطقة الغربية من العراق منهم من انصفها ومنهم من قزمها ومنهم من ضخمها وحملها اكثر مما تحتمل و في كل الحالات والاحوال تبقى هذه وجهات نظر نحترمها و نكن لها كل التقدير و الاحترام اذا كانت نيات من كتبوا خالصة للعراق وشعبه.

ثم أن مهما كانت الحقائق موثقة كما يقال الا انها لو طرحت من خلال الاشخاص أو الاعلام ستكون نسبية استنادا الى أن لا مطلق في الحياة السياسية أو الاجتماعية فالكل يحتمل الخطأ والصواب او يحمل جانب من الخطأ او الصواب أضافة الى انها تنقل بمشاعر انسانية واحيانا غير حيادية .

ولقراءة ما يحصل اليوم على الساحة العراقية السياسية بوجهة نظرنا والتي لا يمكن ان تقرأ بمنعزل عن المكان والزمان والاحداث التي يعشها الشعب العراقي من خلفيات دينية وعرقية واحيانا مناطقية أذن لابد ان نضع اليات لهذه القراءة منها :

ما هي الاسباب والمسببات التي دفعت للتظاهرات ؟

ما هو دور الاعلام العراقي والاقليمي ؟
كيف تعامل رجال الدين و العشائر وما هي ردود افعالهم ؟
ما هو دور الحكومة والبرلمان تجاه الاحداث؟
ما هو دور المتطرفين او قادة الصدفة في اشعال فتيل الفتنة الطائفية ؟
واخيرا هل نجحت هذه التظاهرات ؟


اذا نظرنا الى الاسباب التي ادت للتظاهرات فهي كثيرة وكثيرة جدا أي ان ساسة العراق وخلال اكثر من عشر سنوت لم يحاولوا ولو بنسبة 5% ان يعملوا على خدمة الشعب العراقي بل بالعكس عملوا جاهدين على تجاهل حقوقه وكرامته وانسانيته وتعطيل الكثير من القوانين وشلوا عمل الحكومة والبرلمان معا واهتموا بمصالحهم الشخصية ومشاريعهم ومكاسبهم المشبوهة فكل شيء اخذ بالتصاعد نحو الأسوأ من فساد وسرقات و مظلوميات وتهميش وتجهيل وغيرها وبما ان الشعب العراقي تعود على الصبر والكبت فتحمل اكثر من طاقته بالرغم من انه قام بمظاهرات هنا وهناك الا انها كانت تؤد قبل ولادتها او تهمل من قبل الاعلام او رجال الدين و العشائر فلا يكتب لها النور و هذا يعني أن قاعدة التمرد موجودة وموجودة بقوة عند كل اطياف الشعب العراقي ولا ننسى ان الشعب العراقي متعب من كثرة الحروب والاحتلال والطائفية و انشغاله بأمور الحياة المتعبة حقا في توفير الماء والكهرباء والسكن والتعليم والمواصلات لذا نجدة احيانا يميل للامبالاة تجاه تصرفات ساسة العراق ويجب الحذر من هذه الحالة لأنها لو انفجرت تدمر كل شيء وتأخذ بطريقها الصالح والطالح .


اذن الاسباب موجدة والمظلومية تعم الجميع ولا يمكن ان نتجاهلها او نزعم انها مصدرة لنا ونعزف على وتر المؤامرة وندعي ان البرلمان والحكومة وساستنا ملائكة مظلومين مغدور بهم بل بالعكس طالت السنتهم وتطايرت احذيتهم واغلب السياسيين عروضهم متلفزة منفرة بعيدة عن الذوق العام والخاص و مهاتراتهم اصبحت لها برامج شرقية وبغدادية وقطرية لشر غسيلهم الوسخ وخيبتهم وفشلهم في ادارة وزاراتهم وبرلمانهم هذا من ناحية 


ومن ناحية اخرى ان اسلوب التظاهر حق مكفول دستوري في كل الانظمة التي تعتمد الديمقراطية اسلوبا لنظامها لأنها تعترف بالراي الاخر مهما كان مخالفا لسياستها ويجب احتوائه والسعي لحل الاشكالات المطروحة من قبل المتظاهرين ولكن لابد من اصحاب التظاهرات ان يحصلوا على تصريح او سماح لهم وبشروط معترف بها اولها عدم الاضرار بالمصالح العامة وان تكون سلمية بعيدة عن العنف والتطرف والارهاب ومراعات للذوق العالم والامن القومي .


اذن بداية التظاهرات في الانبار كانت فردية شخصية حشدت الشارع الانباري بشكل عاطفي عازفين على وتر التهميش السني وانتهاك الاعراض فثار الشارع على سبب غير مقنع اطلاقا الا وهو الدفاع عن الارهابيين والغاء مادة 4 ارهاب وعدم الاعتراف بالدستور و تبيض السجون وهذه بحد ذاتها مطالب مخيفة وتدعو للدمار وبداية لأشكال العنف المختلفة 

ثم بدأت المرحلة الثانية بالسب والشتم والتهديد وقطع الطرقات و الاضرار بالمصالح العامة وبالأحرى تعطيل الحياة بكل مرافقها ورفع الشعارت التي تهدد بالقتل والدمار جهارا نهارا وتحشيد للتسليح وقطع الرؤوس وهذه دستوريا مخالفة للنهج الديمقراطي وكان من المفترض على الحكومة ان تحسم الموقف للصالح العام عند هذا الحد .


الذي ضخم من الموقف ولأجندات مختلفة هو الاعلام فاصبح يضرب اخماس بأسداس يفبرك ويخطط ويعد عدة انتظرها طويلا فاشتعلت الاجواء هذه المرة لصالح هذه الاجندات المدفوعة الثمن لان الاعلام اليوم و الكل يعرف أصبح سلعة مربحة كأي سلعة من السلع الاستهلاكية عرض وطلب مكسب وخسارة ومصلحته الوحيدة ان تكون الاجواء ساخنة لتستمر ماكنة الدولارات تضخ وبهذا نجح الاعلام الاصفر وهزم الاعلام النظامي او الملتزم بتأجيج الشارع العراقي .

الذي زاد الطين بله اعلاميا هو رجل الدين والعشيرة فكان تواجدهم له الدور الكبير في الاستمرار على التحريض و التأجيج وللأسف الشديد رجال الدين في الغالب اليوم يؤدون دور مهني وظيفي مدفوع الثمن ومن المفروض ان يبثون الايمان والمعرفة بالله بالوئام والحب والتكاتف والوقوف بوجه الظالم لكننا نرى العكس تدجيل وترهيب وتجهيل لعامة الناس .
لا يختلف دور رجال العشائر عن رجال الدين فهم ايضا لهم دور وظيفي مسنود من الدولة والمجتمع يعني المادة اليوم تحرك كل الاطراف بما فيهم المتظاهرين وعليه اصبحت الكلمات والتحريض بقوة الدفع أي لمن يدفع اكثر يكون الولاء .
طيب اصبح التحشيد اذن تتحكم به اطراف كثيرة شخصية وعامة ودولية و اقليمية وقادة صدفة وعشائر ورجال دين ومنظمات ارهابية واعلام اقليمي ولكل هؤلاء لهم اجندات و طلبات من العراق منهم من يريد عودة البعث ومنهم من يريد تصدير القاعدة ومنهم من يريد استقلال إقليمه ومنهم من يريد السيطرة على اقتصاد البلاد ومنهم من يحلم بعودة امبراطوريته ومنهم من استغلها بتهريب النفط ومنهم من يحلم ان يكون رئيس للإقليم الانباري المرتقب فوضعوا طلباتهم وكتبت سرا وعلنا و كل هذا بمنأى عن مطالب المتظاهرين ولا يوجد مطلب حقيقي واضح لأبناء الانبار عدا تخويفهم بانتهاك اعراضهم ولا اعرف من ينتهك اعراضهم هناك مقولة تقال اكثر واحدة تتحدث عن الشرف هي العاهر فيا ترى من عاهر هذه المظاهرات الذي يتحدث عن الشرف والخوف من انتهاكه !!!!!


المهم وصل الدور للحكومة والبرلمان وشكلت اللجان وتغاضوا عن الكثير من التجاوزات وكان من المفترض ان تستغل هذه البادرة والمبادرة من قبل المتظاهرين وتستثمر فعلا لصالح الشارع الانباري الا ان مبدا القائمين على المظاهرات لا يعرف اسلوب التعامل الديمقراطي لأنهم تربوا على القمع والسلاح والغدر وعرض العضلات ومبدأ أتغده بيك قبل أن تتعشه بيه ! اعتبروا استجابة الحكومة لهم نوع من الضعف ولوي الذراع وعدم القدرة على السيطرة فهم أذا الغالبون فكشروا عن انيابهم اكثر فاكثر الامر الذي ضربوا كل الجهات الحكومية والبرلمانية والعشائرية والسياسية وكل من يصل الى ساحة المظاهرات بالحذاء واعلنوها اعتصامات وهنا بدء الاضرار الحقيقي بمصالح الدولة والبلد والمجتمع .


الحقيقة كان نفس الحكومة غير متوقعا لقد طال اكثر مما كنا نتوقع وكان اكثر حكمة وصبرا من حكومات اقليمية وتعامل بمبدأ ديمقراطي رغم كل الاستفزازات !!

للأسف قادة التظاهرات كانوا يعزفوا على وتر الطائفية والدعم الخارجي لكنهم تناسوا ان الدولة اليوم غير دولة الامس فهي تملك جيش مدرب ومسلح واستخبارات وشرطة اتحادية وسلاح جوي وبري ودعم دولي وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية !!
والاكثر من هذا وذاك خبرة الشعب العراقي بمرارة الحرب الطائفية لان الجاهل من يلدغ من الجحر مرتين يعني وبالمختصر المفيد كان لابد لهم ان يقرئوا معطيات الوضع الان وليس معطيات عام 2005- 2006
ليدركوا ان مهما طالت الاعتصامات لا يمكن ان تعود الطائفية بمفهومها السابق لان مفعولها انتهى فعلا يعني انتهى الدرس يا اغبياء !!!!
والرهان الوحيد هو القاعدة بتفجيرها للأبرياء والفقراء لأنها تعمل بالظلام وكما اشار احد قادة المظاهرات بأن للحكومة النهار ولهم الليل وهذا هو سبيلهم الوحيد الظلام والغدر وهنا يجب على الحكومة ان تأخذ ما قيل مأخذ جد لإنقاذ البلاد والعباد من قادة الصدفة والمتطرفين الذين سيحرقون شارعهم قبل الشارع الاخر لانهم جهلة ومرضى يسقطون مشاكلهم على الناس ويرون انفسهم ضحية لتأمر عليهم ويهلوسون هلوسات كاذبة خيالية لا تمت للواقع بشيء فيحسبون انفسهم القادة الفعليين ويجب على الجميع اطاعتهم ويدعون انهم يدافعون عن الحشود وهو كلام حق يراد به باطل لانهم لا يبالون الا لمصالحهم وانا اجزم هنا لو تصالح س من القادة مع الحكومة لضرب الحشود عرض الحائط !!


المهم المظاهرات بدأت فردية سلمية ثم شعبية وانتهت فردية تدعو للطائفية وبمعنى ادق فشلت المظاهرات او الاعتصامات لأنها تحولت الى مسار اخر بعيد كل البعد عن مطالب الشارع الانباري ولو كان هدفهم فعلا الشارع لطالبوا بما يطالب به الشعب العراقي من توفير الخدمات وعدم التهميش والقضاء على الفساد واعادة البنى التحتية ويجب ان يصروا على تحقيق المطالب لا ان يطالبوا بأسقاط الحكومة والبرلمان والدولة بأكملها والغاء 4 ارهاب و القائمة تطول اذن ارادوا تمييع مطالب الشارع لصالح اجنداتهم وهذا بحد ذاته فشل ما بعدة فشل بالرغم من اطلاق سراح للكثير من السجناء كما ارادوا وهذا مأخذ على الحكومة العراقية اذا كانوا هؤلاء المطلق سراحهم ابرياء بأي حق سجنوا واذا كانوا مجرمين كيف يطلق سراحهم واين العدالة هنا وهو موضوع يحتاج اجابة من الحكومة !!!!

ثم ان منظمي التظاهرات بطروحاتهم الطائفية خلقوا اعداء لهم من المكون الشيعي شريكهم بالوطن على الاقل وبدلا ان يكسبوا هذا الشارع لان الكل يشترك بنفس المظلومية زرعوا في نفوسهم النفور والخوف من المستقبل لو تمكنوا هؤلاء من الحكم وبهذا على رأي المثل ما رضوا بجزة رضوا بجزة وخروف يعني بتصرفاتهم الصبيانية خسروا كل شيء بعد ان كان الكل معهم اضف الى ان الشعب التف حول الحكومة وبعد ان كان يتظاهر ضدها اصبح يتظاهر للدفاع عنها وهذا مكسب لم تتوقعه الحكومة الامر الذي تركتهم يصولوا ويجولوا لتنكشف كل اوراقهم ليطالبوا بالانفصال والزحف والذبح وبهذا لم ولن نرى في أي بلد ديمقراطي وصلت المظاهرات به الى هذا المستوى من الهمجية التي تتبجح بها القاعدة والسلفية ولذا دعوة مخلصة ان تكتفوا بهذا العرض البائس وتفكروا في ابداع اخر عسى ولعل به ننسى الصورة الحالية لمظاهرات فاقت التصور العالمي في بلد ديمقراطي حكومته منتخبه والتغيير فيه تقوده الانتخابات لا الذبح والسيف واقول لكل من يريد حرب الشوارع و اعادة الطائفية انتهى الدرس يا غبي عد من حيث أتيت !!
د أقبال المؤمن